عملات

ما هي العملات الرقمية أو العملات المشفرة؟ – دليل شامل

ما هي العملات الرقمية أو العملات المشفرة؟

ما هي العملات الرقمية أو العملات المشفرة؟ في زمن حدث فيه تغيير في طريقة التعامل المادي التقليدية بواسطة العملات الورقية واستبدلت بوسائل التعامل الإلكترونية والدفع، ظهر مفهوم العملات الرقمية. أو الأصول المشفرة على الرغم من الشكوك التي ظهرت في بادئ الأمر حول العملات المشفرة، التي تعتبر افتراضية وإلكترونية، إلا أنها تحظى بترحيب وقبول متزايد، وشهدت طلبًا متزايدًا مما أدى إلى ارتفاع أسعار العملات الرقمية إلى مستويات قياسية التي كان من المستحيل أن نتخيلها، وقد انتقلت إلى عالم المعاملات المالية الدولية وأصبحت محط اهتمام الجميع. في مقال ما هي العملات الرقمية أو العملات المشفرة على موقع لباقتنا، سنسلط الضوء على المفهوم العام للعملات الرقمية وكيفية التعامل بها.

جدول المحتويات

مفهوم علم التشفير Cryptography

قبل أن نتعرف على العملات الرقمية أو العملات المشفرة، دعونا نلقي نظرة على علم التشفير أو التعمية، والذي يتم ترجع إليه الطريقة التي يتم بها إنشاء واستخدام تلك العملات.

عملية التشفير (التشيفرة) في الأساس هي وسيلة لحماية المعلومات والبيانات عن طريق استخدام الرموز. وبالتالي، لا يمكن قراءة المعلومات أو معرفة المحتوى المخفي إلا من هم مستهدفون بهذه المعلومات ويملكون مفتاح التشفير (الشيفرة) الذي يتيح لهم فك تلك الرموز واستخلاص المعلومات الأصلية. يمكن تحويل مصطلح التشفير (الكريبتوغرافيا) بتقسيمه إلى “كريبت” وتعني “مخفي” و”غرافي” وتعني “كتابة” مما يعني أن المقصود بهذا المصطلح هو المحتوى المكتوب بطريقة تخفي فحواه.

التشفير هو عملية إخفاء البيانات من سياقها العادي ونقلها إلى سياق آخر غير معروف للعامة، وذلك بهدف الحفاظ على سرية محتواها. ولا يعتبر التشفير عملية جديدة، فقد تم استخدام مبدأ التشفير في العديد من المجالات الديبلوماسية والعسكرية في الماضي، وله استخدامات مصرفية ومعلوماتية متعددة في الوقت الحالي. ووصلنا إلى العملات الرقمية التي تعتمد على نفس الفكرة في بنائها.

الاختلاف بين عملية فك الشفرة وتحليل الشفرة هو ما يميزهماً عن بعضهما.

Decryption، هو العمل المتمثل في استعادة المحتوى المشفر إلى صورته الأصلية والقابلة للقراءة بشكل عام بعد عملية التشفير، ويتم ذلك بواسطة مفتاح التشفير.

مع تطور علوم الرياضيات والحاسوب والاتصالات، أصبحت عمليات التشفير وفك التشفير تستند إلى خوارزميات حسابية معقدة يصعب حلها. وحتى لو كانت هناك طرق علمية لكسر الشفرة أو حل هذه الخوارزميات بنظرية، فإنه من الصعب جدًا تنفيذها باستخدام وسائل المعلومات المعروفة والمتاحة حاليًا. وهذا يعتبر سببًا لاستمرار اعتبارها آمنة وسرية حتى الآن.

وهذا هو ما يُعرف بتحليل الشفرة أو التشفير ويشمل دراسة فك الخوارزميات المستخدمة في التشفير وتطبيقاتها للحصول على المحتوى المشفر أو الأصول المشفرة ومصدرها، دون الحاجة إلى الوصول إلى المفتاح المطلوب لذلك.

يمكننا تلخيص الاختلاف بين فك الشفرة وتحليل الشفرة إلى أن فك الشفرة يعني استعادة سياق الرموز المشفرة إلى حالتها الأولى باستخدام مفتاح الشفرة الذي يتم توفيره مسبقًا لترجمة تلك الرموز إلى شكلها الأصلي، وبالمقابل، يُعد تحليل الشفرة محاولة لفك تلك الرموز بواسطة تجربة متكررة ضمن عدد كبير من المحاولات للوصول إلى حل خوارزمية التشفير لترجمة الرموز المشفرة ومعرفة السياق الأصلي من دون الحاجة إلى المفتاح

كيف ظهرت فكرة تنفيذ التحويلات المالية الإلكترونية؟

من خلال فكرة التشفير و فك الشفرة، و أيضا تحليل الشفرة تم إبتكار فكرة إنشاء العملات الرقمية ،و هي عملات إفتراضية تم تشفيرها لتأمين التعاملات وتحافظ على سريتها. يتم إنشاء هذه العملات و تخزنها إلكترونياً بدون وجود جهة تنظيمية أو بنك مركزي يتحكم فيها، و لا يوجد شكل ملموس لها مثل العملات العادية أو العملات الملزمة التي يصدرها البنك المركزي ، مثل الريال السعودي أو اليورو أو الدولار الأمريكي.

بدأت فكرة التعامل الرقمي أو الإلكتروني كبديل للتعامل النقدي التقليدي في هولندا في نهاية الثمانينيات تقريباً. كانت هذه الفكرة موجودة في سلسلة محطات الوقود على الطريق السريع حيث كانت تحدث الكثير من السرقات. لذا قامت الإدارة بطلب مساعدة مجموعة من المبرمجين والمطورين لربط النقود ببطاقات خاصة. يمكن لحاملي هذه البطاقات الحصول على الوقود من تلك المحطات دون الحاجة لاستخدام النقود النقدية. هذا الإجراء الفعال قد أدى بشكل كبير إلى تقليل حالات السرقة في المحطات. ومن هنا تطورت فكرة بطاقات النقود الذكية التي تحمل معلومات إلكترونية مشفرة ويتم فكها عبر نقاط البيع. وبهذه الطريقة، تطورت النقود الإلكترونية لتصبح كما هي عليه الآن.

في البداية، تم إطلاق فكرة العملات الرقمية أو العملات المشفرة.

في استكمال لفكرة التعاملات الإلكترونية، كان هناك فكرة تدور في ذهن برمجي أمريكي يُدعَى ديفيد شوم، وكانت تتعلق بالخصوصية المالية ومحاكاة العملات المعدنية أو الورقية إلى عملات رمزية. قام شوم بابتكار تقنية تسمح بتمرير الأموال بين الأشخاص بشكل غير متتبع من خلال عملة رمزية يسميها “تشوم”. أسس بعد ذلك شركة “تشوم ديجيكاش” لتنفيذ هذه التقنية، واستمرت لسنوات قبل أن تُفلس في عام 1998 بسبب بعض الأخطاء. على الرغم من ذلك، قدم شوم أساسًا قويًا لفكرة العملات الرمزية وتقنيات التعامل المالي الرقمية.

تابعًا لنفس الفكرة، اقترح برمجي آخر يدعى وي داي فكرة نظام نقدي متكامل غير متتبع يحقق الخصوصية والأمان وأطلق عليه اسم بي-موني. يتعامل النظام بواسطة أسماء مستعارة رمزية داخل شبكة غير مركزية. قدم داي بالفعل ورقة تقديمية لمشروعه، ومع ذلك لم تلق الفكرة القبول والانتشار المطلوب ولم يحقق النجاح. يجدر بالذكر أن الورقة التقديمية التي عرضها ساتوشي ناكامورا لفكرة بيتكوين تحتوي على بعض العناصر المشابهة لتلك التي ذُكرت في ورقة تقديمية مشروع بي-موني، مما يعني أنها تمثل البداية الفعلية لتطور العملات الرقمية.

نشأة العملات الرقمية

بعد أن تم تهيئة الطريق لإنشاء العملات الرقمية، ومع التطور التكنولوجي والمعلوماتي، تم ابتكار بروتوكولات التشفير المعقدة التي تعتمد على المبادئ الرياضية والهندسة المتقدمة للكمبيوتر. يصعب تقريباً كسر هذه البروتوكولات نظرياً، وقد اعتمد مبرمجو العملات الرقمية على هذه الأنظمة المعقدة لتشفير عمليات نقل البيانات وتأمين وحدات التبادل الخاصة بها. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تتمتع بالقدرة على إخفاء هوية المستخدمين لديها، مما يجعل التعاملات والتحويلات وتدفقات الأموال غير معروفة المصدر، وهذا يحقق مبدأ الخصوصية الأساسي الذي تم السعي لتحقيقه منذ البداية.

في هذا السياق ، يمكننا القول إن العملة الرقمية هي برنامج حاسوب لاغيمي ، أي أنه ليس مستضافًا على جهاز واحد محدد ، بل يتم توزيعه على العديد من أجهزة الكمبيوتر للعديد من الأفراد في جميع أنحاء العالم بدلاً من التركيز على خادم واحد تابع لشخص معين أو شركة.

يتم التحكم في عرض العملات الرقمية وقيمتها من قِبَل مستخدميها عن طريق الأكواد المعقدة لبِروتوكولات التشفير. تُختزَل وظائفها وعملياتها في كود برمجي خاص، وغالبًا ما يتم تخزينه في قاعدة بيانات معروفة بـ “سِلسِلَة الكِتْل” (بلوكتشين)، والتي تعتبر سِجِّلًا مُوزَّعًا ومحميًا ومُخْفًيًا لكل بيانات وعمليات العملة الرقمية. ومن خلال معالجة هذه الخوارزميات بشكلٍ عام، يتم منح مُستخدِم العملة الرقمية الذي يُضِيف عمليات إلى شبكة سِلسِلَةِ الكِتْل أو إلى نظام العملات الرقمية المعتمد، وحتى إلى الشبكة بشكلٍ خاص. بلوك تشين blockchain التعدين هو العملية التي يتم من خلالها إضافة المعاملات إلى blockchain.

يتبقى لنا أن ندرك أن ما يميز معظم العملات الرقمية، وليس جميعها، هو أنها لديها عدد محدود من الوحدات. بمعنى آخر، تم إنتاج معظم العملات الرقمية على أساس أن لديها حد أقصى للإمكانية في السوق. بالتالي، تم إنشاء عدد محدد من العملات عند تشفير بروتوكولات الإنشاء، ومع كل عملية تشفير أو تعدين، يتم التقليل من الاحتياطي المتاح بشكل تدريجي. يمكن تشبيه ذلك بفكرة المعادن النفيسة؛ على سبيل المثال، عند استخراج كمية من الذهب، يقل الاحتياطي المخزون تدريجياً في باطن الأرض. يصعب على المنقبين انتاج وحدات العملة الرقمية، حتى يتم الوصول إلى الحد الأقصى وتتوقف صك العملة تماماً.

لتوضيح ذلك بأبسط صيغة، البيتكوين هو واحد من أشهر العملات الرقمية، وهو يعتبر الأعلى قيمة حاليًا. يتم تشفيره بشكل رقمي من بداية إطلاقه، ويحتوي الكود على 21 مليون قطعة فقط. عندما يتم استخراج جميع هذه القطع، لن يكون هناك بيتكوين جديدة، أي لن يتم إصدار المزيد من الأموال كما يحدث في العملات الأخرى. هذا يعني أنه إذا كان لديك بيتكوين واحدة، فإن ذلك يعني أنك تمتلك جزءًا صغيرًا جدًا من ثروة البتكوين في العالم بنسبة 1/21000000.

مزايا العملات الرقمية

فيما يأتي نستعرض الأهمية البارزة للتعامل بالعملات الرقمية التي ظهرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة.

1. محمية من فقد قيمتها أو ارتفاع الأسعار.

التضخم هو مشكلة كبيرة في اقتصادات جميع أنحاء العالم، وقد تعرضت العديد من العملات التقليدية وتواجه خطر التضخم. ولكن الفكرة الجديدة بشأن العملات الرقمية هي أنها تنشئ على أساس سقف سوقي محدد لها، وتوجد كمية محدودة منها. هذا يعني أنه مع زيادة الطلب عليها، فإن قيمتها ترتفع وتتوافق مع السوق، وتتمتع بالحماية من التضخم على المدى الطويل.

2. السيطرة على النفس والحفاظ على الاستدامة

إدارة وصيانة أي عملة تعتبر من العوامل الرئيسية في نموها واستدامتها. في العملات الرقمية، يتم تخزين المعاملات عن طريق المنقبين في شبكة سلسلة الكتل على حواسيبهم، ويحصلون مقابل ذلك على العملة نفسها كمكافأة. لذلك فإنهم يحتفظون بسجلات المعاملات دقيقة ومحدثة باستمرار، وهذا يحافظ على سلامة العملة الرقمية ولامركزيتها.

 3. الأمان والخصوصية 

بناءً على ما ذكرنا في مقالنا السابق، يمكننا القول أن الدافع الأساسي وراء بناء العملات الرقمية كانا موجودين منذ البداية. وبناءً على ذلك، فإن سجلات شبكة blockchain مبنية على خوارزميات تشفير مختلفة تصعب فكها أو تحليلها. وهذا يجعل العملات الرقمية أكثر أمانًا من المعاملات الإلكترونية العادية. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام أسماء مستعارة أو أرقام حسابات غير مرتبطة بأي مستخدم أو حساب أو بيانات مخزنة يمكن ربطها بملف تعريف. وهذا يحقق مبدأ الخصوصية.

4. يمكن بسهولة تحويل العملات.

من بين المزايا الهامة جداً للعملات الرقمية هو أنها تمنحها قيمة حقيقية في التعاملات المادية، حيث يمكن استبدالها بالعملات الورقية التقليدية كوحدة تبادل مقابلة. وهذا يعني أن لكل منها سعر صرف يتغير مع العملات العالمية الرئيسية مثل الدولار الأمريكي، الجنيه الإسترليني، اليورو، والين الياباني. وقد ساعد ذلك في انتشارها وتبنيها وطلبها كبديل للنقد الورقي التقليدي، وتم كافأتها على قيمتها.

 5. اللامركزية 

بالمقابل، تختلف العملات الرقمية عن العملات التقليدية أو النقد الإلزامي الذي يتحكم فيه الحكومات والبنوك المركزية. فالعملات الرقمية غير مركزية بطبيعتها، ولا يمكن التحكم فيها أو زيادة عددها أو توقيف التعامل بها أو إصدارها إلا من قبل مستخدميها الذين يملكون الكمية الأكبر منها، أو من خلال منظمة تأسست أو تطورت لإصدارها في السوق. وهذا يساعد على الحفاظ على العملات الرقمية من التهييم ويحميها من تحديد تدفقها أو قيمتها لضمان استقرارها وخصوصيتها وشفافيتها وأمانها.

6. صغر التكلفة في عمليات التحويلات، وسرعتها

أحد أهم استخدامات العملات الرقمية الرئيسية هو تحويل الأموال. وتعتبر تكلفة أو رسوم التحويلات من أهم العوامل التي يتم النظر فيها لتقييم جودة نظام التحويل أو العملية. في تبادلات العملات الرقمية، يتم تخفيض رسوم المعاملات التي يدفعها المستخدم إلى مبلغ ضئيل أو حتى صفر، وتتم هذه التحويلات بشكل مباشر وسريع بين حسابات المستخدمين. لذلك، ليس هناك حاجة لجهات ثالثة مثل VISA أو SWIFT للتحقق من المعاملة. وهذا يعني عدم وجود رسوم إضافية للمعاملات أو انتظار طويل لإتمامها.

Advertisements
السابق
فوائد عصير الخوخ: سر الحياة الصحية
التالي
اختبار من يفكر فيك قبل النوم – أعرف من الذي يهتم بك